في فندق سويس

   مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة ) بقلم د/ خالد الشريف النص الثالث و التسعون بعد المائة 193-(فندق سويس )

كانت لحظة رحيل والد حامد عن الحياة جرح غائر لايندمل أبدا في جسده وكان ينغص عليه حياته كعفريت العلبة الذي يعود كل فترة  ليعذبه من جديد فذاكرته الحديدية نعمة ونقمة في نفس الوقت السادس من إبريل ياله من توقيت موعد ميلاد الحركة التي كان لها دور في اشتعال العاصفة يالها من مجموعة مصادفات لاتجتمع إلا في فيلم عربي قديم 😂 لكن الشيء المؤكد الوحيد أن خبر الوفاة لم يكن كدبة إبريل) 

كلنا سنرحل ويأتي اليوم الذي نصمت فيه وننام إلى الأبد وهو يوم حزن لايستحق الاحتفال به بل نحاول أن نرميه في مستودع الذاكرة طويلة المدى حتى لا يطل كل شوية إخواني سأموا حتى من المقال الذي أرسله لهم في الذكرى السنوية وأنا توقفت عن الاحتفال بالذكرى على مواقع التواصل الاجتماعي منذ توقفي عن الدخول عليها منذ اكثر من سبع سنوات 

لكني مازلت أذكر المرة الوحيدة التي صاحبته فيها إلى معرض القاهرة الدولي للكتاب رفقة طلابه وزملاءه في الكلية كان المعرض لايزال في أرض المعارض بمدينة نصر و نزلنا في فندق أو بنسيون صغير في وسط البلد اسمه سويس يملكه رجل قبطي طيب القلب أهدى بابا حافظة أوراق صغيرة مكتوب عليها بركة من دير الأنبا بيشوي مسح والدي الكتابة ثم حولها إلى حافظة نقود بالتفكير الإبداعي الذي كان يتميز به-الطريف إن صديقه وزير التربية الكويتي الأسبق أعجب بالحافظة وقال له لقد بحثت عن حافظة شبيهة لها في كل مكان لم أجد- كان الحس الابتكاري عنده حاضر دائما فقد قام مرة بتصليح سيفون الكومبنيشين بفكرة بسيطة جدا لم تخطر على بال صانعيه بتحويل الرافع الهيدروليكي إلى سقاطة تنتهي بحلقة ميدالية مفاتيح تسحبها لأعلى فترفع الكاوتشة فتسمح لماء صندوق الطرد بالانسياب 

المهم كانت الرحلة يومين كنت مازلت في أول طريق الدراسات العليا عم د عبد الله قابلنا على المقهى في المساء فدخل وجد بابا يطلب من التخت الشرقي الموجود في المقهى أن يغني حاجة لفريد الأطرش ضحك ونظر إليه 

- إيه يا د حسام ماتيجي نشوف مقهى تاني 

- ليه؟ 

يبدو انه شعر أن المقهى ده غالي وبيقدموا لب وفسدق مع المشاريب 😂 وبدا أمامي وأمام طلبة بابا انه لايريد الجلوس خوفا من ارتفاع الفاتورة 😂

ثم التفت لي وسألني: 

-لقيت كتب كويسة لتخصصك؟  

قلت:  الحمد لله 

جلسنا في نفس المقهى ولم نغيره وفي النهاية استأذن د عبد الله لكنه أرسل سامر ابنه لوالدي من إحراجه يقول له 

- ماتدفعش الحساب بابا حاسب خلاص 

وإحنا مروحين كانت تلميذة بابا هتقعد جانبي في السيارة فقلت لزميلها لأ تعالى إنت إقعد جانبي 

فرد عليا:   مفيش فرق كلنا واحد 

فرديت برعونتي واندفاعي:  لأ في فرق طبعا تعالى إنت إقعد 

في المساء وأبي نائم على السرير المقابل لي في غرفتنا الثنائية بفندق سويس ومش باين منه غير الجمجمة عاتبني قائلا 

- أحرجتني لما قلت للطالب يجلس بجوارك في السيارة بدل الطالبة

______________________ تمت ________________


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

راشد في درب الأربعين

مذيع لمدة ساعة

بيت من زجاج