جيليانا

 مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة) بقلم د/ خالد الشريف النص الثالث و العشرون بعد المائتين 223-(جيليانا ) 

فتحت آلة الزمن : طلعت لي رسالة صوتية : شبيك لبيك تحب تروح فين وإمتى ؟ قلت لهم طرابلس الغرب 1992

ركبت السوبر جيت ، وعبرت منفذ السلوم فقد كان هناك حصار جوي مفروض على أرض المختار ، عبرت مدينة ساعد وجدت السيارة تصعد وتدور فقك كان الجبل أخضر بالفعل ، عند جيليانا تذكرت حميد حين شكل فريق وسألوه لماذا سميت الفريق جيليانا فقال جبل في بلدي لم يصمد منهم سنوات سوى جمال عراقي عوالي  ، المهم وصلت بني غازي لم يكن أحد ف انتظاري ، حتى صديقي سالم حمودة لم يكن في البلاد في ذلك الوقت قررت الاعتماد على نفسي ؛ سألت كيف أذهب إلى المطار فقالوا لي أي مطار تقصد مطار بنينة الدولي أم طبرق فقلت أقرب مطار فقالوا لي اركب ركوبة عامة أو حافلة من الميدان ، لفت انتباهي أن هناك العديد من الشعارات التي لا أفهمها على الجدران : شركاء لا أجراء ، اللجان في كل مكان ، من تحزب فقد خان ، السلطة للشعب ، والشعب المسلح ، ....... فسألت السائق فقال لي أنها مقتطفات من النظرية العالمية الثالثة للأخ قائد الثورة من كتابه الأخضر ، فسألته هو الكتاب الأخضر ده اللي مرينا به ف الطريق فضحك الرجل وقال هادا الجبل الأخضر وذاك الكتاب الأخضر ، وصلت طار بنبنة الدولي ، المهم مكتوب عليه مطار دولي ومفيش غير طيارة واحدة بس بتخرج منه إلى طرابلس ، كانت الطيارة على بعد ساعة فجريت أنهي الإجراءات ، ودفعت ثمن التذكرة من بنغازي إلى طرابلس وكانت حوالي 80 دينار ليبي ، لفت انتباهي أن غالبية شعارات الاخ قائد الثورة مشطوب عليها في بني غازي حتى صورته ممزقة بعض الشيء ، وصلت طرابلس نزلت من الطائرة ،قررت الاستمرار في الاعتماد على نفسي طلبت من سائق الأجرة أن يوصلني إلى الفندق الكبير ، وصلت الفندق الكبير وضعت ادباشي ، وقررت الذهاب إلى المركز وطلبت من خدمات الفندق توفير سائق كي ينقلني إلى هناك فقالوا لي أين تريد أن تذهب قلت أريد أن أذهب إلى مركز الجهاد ! فقال لي الموظف جهاد إيه ؟ فقلت له مركز دراسة جهاد الليبيين ضد الغزو الإيطالي فقال لي آه ، وأحضر موظف آخر يعرف المكان ، ووصفه للسائق ركبت معه وصلت في المعاد  وجدت السيد ميلود المهذبي يقدم العالم الجليل وهو في الثوب الأنيق ليتقدم ويلقي محاضرته عن دراسة مقارنة لآثار العصر الحجري الحديث في الشمال الأفريقي ، وزوجته متأنقة بتايير جديد في الصفوف الأولى تضحك وتصفق ، جلست ف الخلف وأنا جاي من عالمي التاني وبأقول يارب كنت أقدر أظهر في الصورة زي بقية الناس في اللحظة دي !

...............تمت.................