بعد العصاري

 مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة ) بقلم د/ خالد الشريف النص السادس و التسعون بعد المائة 196-( بعد العصاري  )

كان حامد متردد في كل ما يقوله أو يصرح به ولازال الخوف يمنعه من البوح بالعديد والعديد من المشاعر والذكريات كان كالمؤرخ السينمائي الراحل عبد الله أحمد عبد الله الشهير بميكي ماوس يقول لذاكرته افتح ياسمسم لكن استحضار الذكريات المؤلمة يصاحبه ألم كأنك تعيش اللحظة من جديد مابالك لما تضعها على الأوراق ويقرأها الآخرون الأمر أصعب بالتأكيد لكنه تغلب على كل ذلك كان كمن يجاهد نفسه كي يستمر ولا ينقطع عن الكتابة وفي نفس الوقت لاتستهين بالجهد الذي بذله وكان دائما يقول في كتاباته أن لا أحد في العالم يستطيع كتابة هذه النصوص بهذه الطريقة إلا هو فكان كمن وصل إلى خلطة سحرية للكتابة بعد طول ألم ومعاناة) 

كانت فترة العصاري في الصيف مملة لم يكن هناك شقة في العجمي نذهب إليها ولا شاليه في المعمورة ولا أي وسائل ترفيه غير كمبيوتر سنكلير وعليه لعبة واحدة أو أتاري انتليفيجن العجيبة ولم يكن هناك فيديو لم يكن أمامي سوى التلفزيون لكن يجب أن استمع إليه بصوت منخفض فقد دخل أبي لنوم القيلولة بعد الغذاء كنا نقلب بين القناتين الأولى والثانية حتى يأتي مسلسل السادسة والربع على القناة الثانية مرة شفت برنامج لقاء الأجيال لسوزان حسن وحلقة كانت مستضيفة فيها معلقين رياضيين أشرف شاكر ومحمود بكر وإبراهيم الجويني وثار بينهم جدل حول الطوب الذي ألقاه الجمهور في مباراة زيمبابوي حيث كان يعلق أشرف شاكر ولم يذكر أن هناك طوب في الملعب فخرجت للبلكون قلت لطاهر جنيدي يفتح يشاهد البرنامج فشاهده وكان مثار سخرية بيني وبينه لسنوات فقد كان يجيد تقليد المعلقين 

حتى جاء موعد مسلسل السادسة والربع على القناة الثانية وكانت تعرض مسلسل شعبي عجيب بطولة فريد شوقي وصفية العمري لا أتذكر اسمه لكني أذكر أن فريد شوقي طالع في شخصية واحد اسمه المسيري وصفية العمري طالعة اسمها نفيسة وكان التتر من غناء محمد منير وكان مذهبه يقول (حكاية سهلة لكن عويصة شوف المسيري ويا نفيسة)  واللحن لمنير الوسيمي هذا كل ما أتذكره من المسلسل كنا جيل تلفزيوني لايجيد مهارات القراءة فلم يكن أمامه إلا الاستماع والاكتفاء بثقافة الحد الأدنى من التلفزيون ولازم يكون لها مردود في حياتنا وتكويننا وما الذي أكتبه الآن إلا خلاصة أو عصارة هذه الثقافة وقد تكون سطحية ولكن ليست تافهة

كنت اكتفي بالوقوف في البلكون أشاهد الآخرين في لعبهم أو ذهابهم أو إيابهم سنوات ضاعت من عمري ولم أتحرك من مكاني كي أنمي مهاراتي أو أغير من حالتي واكتفيت بدفن رأسي في الرمال كالنعامة وإلقاء اللوم على والدي في كل شيء سلبي في حياتنا ولم أستمع لنصيحته حين كان يقول لي أخرج من القوقعة اللي إنت حاطط نفسك فيها هتندم على كل لحظة ضيعتها من عمرك! 

صحى أبي من النوم طلب الشاي في البلكونة 

أحضرته أمي وجاءت لتجلس أمامه 

شوية وصفاء اتخانقت مع حنتوف فدفعته فوقع على ترابيزة الشاي فكسر سكرية الطقم الصيني الياباني فما كان من بابا إلا أن ضربها وقام متعكنن ولم يكمل المجلس! 

____________________ تمت _____________________


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

راشد في درب الأربعين

مذيع لمدة ساعة

بيت من زجاج