عبد الوهاب ملحناً لأغنية عيني !
مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة) بقلم د/ خالد الشريف النص التاسع و العشرون بعد المائتين 229-(عبد الوهاب ملحناً لأغنية عيني ! )
الأنماط السلوكية المتكررة التي كان يعاني منها حامد جعلته يكتب كل نص مرتين أو ثلاثة شيء عجيب جدا وكل مرة تجد في النص إضافات أو شيء مختلف مما يؤكد أنها كتابة أخرى لنفس الفكرة وليست نسخ لها أو تكرار أصم وبالتالي كان كمن يتعمد إعادة كتابتها من باب التأمل في نفس الفكرة من زاوية أخرى أو لأنه ينسى أنه تحدث عنها من قبل لكثرة النص التي تصل إلى حد ألف نص ونص ، أو للأنماط السلوكية التي كان يعاني منها فهو متوحد بطبعه وتطبعه ويعيش الوحدة النفسية التي كتبها على نفسه وتحدث عنها بعمق في نص سابق (أي كلام فاضي معقول) ، وبالتالي كل مرة نحن أمام نص جديد حتى لو كان يحكي حكاية أو يصف حدث سابق للمرة الثانية )
فانقلب صيف 1997 إلى غم بعد أن حكى لي زميلي مرزوق حادثة مقتل زميلنا فهمي متراس وهو يجلس ينتظر بين المغرب والعشاء الصلاة مع زميله صالح في أحد حدائق كوم الدكة بالمطواة القرن غزال التي فتحها عليه بلطجي أخذ 15 سنة أشغال شقة لكن والده أقسم أن يقتله أخذا بالثأر لولده وأمه التي كانت توقظه كل صباح في صلاة الفجر أصبحت تستيقظ كل يوم في نفس الموعد وتبكي !
بعد ذلك لم أتابع ما حدث في هذه الواقعة لكنها نشرت في أحد الجرائد تحت عنوان 12 طعنة في قلب طالب ، والنيابة أوصت بدفن الجثمان وتم دفنه سريعاً حرصاً على عدم حدوث اضطرابات فالجثة يبدو أنها كانت مشوهة
لكني كنت أستمع لألبوم عيني للموسيقار حميد الشاعري وأتابع عودته للأضواء بقوة ومن باب أكبر شركة إنتاج مصرية ولكني ركزت أكثر على أغنية أم الفستان الأسود ربما من قبيل الحزن والحداد على فهمي متراس الذي أثرت فيا وفاته كثيرا كان ابن موت (ابن موت) هذا عنوان كتاب عن قصة الراحلين مبكرا اشتريته أثناء فترة عملي في الجزيرة العربية ومازال في مكتبتي مكتبتي ذاكرتي وأعز ما أملك في عالم الخوف الذي أعيشه الخوف من كل شيء حتى أن أحكي لنفسي في أوراقي حكايتي
الطريف أن فؤاد ترك نجاح فيلم (اسماعيلية رايح جاي ) الأسطوري وصب جام غضبه على زميله في الفيلم الكوميديان الصاعد وقتها والنجم فيما بعد هنيدي وهو لو فكر قليلاً كان لابد أن يشكره فقد وضع اسمه في تاريخ أفضل مائة فيلم في السينما وحل أزمة مستعصية في السينما وحقق مكاسب مالية ضخمة مقابل سلبية واحدة وهي أنه أخذ الفيلم في اتجاه آخر وهو الكوميديا وهو اتجاه محمود وليس مذموم للدرجة التي تجعله يغضب كل هذا الغضب
الطريف أكثر أن ليس فقط أغنية زيديني عشقا التي اتهمت باقتباس أربع موازير ، أغنية عيني أيضاً لحميد الشاعري اتهمت باقتباس أكثر من أربع موازير من لحن قديم للموسيقار عبد الوهاب وطبقا لقانون جمعية المؤلفين والملحنين يدخل عبد الوهاب ملحناً لأغنية عيني ويوضع اسمه مع عنتر هلال على اللحن وهذا هو اللقاء الوحيد تقريبا النادر جدا الذي اجتمع فيه اسم عبد الوهاب مع اسم حميد !
الطريف أكثر أن زوجة د عبد الله يوم ما كنت أحكي الحادثة في زيارتنا لهم قدمت لنا دور شاي ودور كركديه وسألتها أمي عن ابنتها فقالت لها : أنا كنت عارفة إنك هتسأليني عنها راحت تزور دلال !
فردت أمي : دلال مين ؟
فردت عليها : دلال الشغالة أصل إيديها اتحرقت في الفرن وهي بتخدم عندنا أمس
فاستغربت أمي كيف يعني زيارتنا كانت أهم من زيارة الشغالة ! وهو ما يعني رفض ضمني لما جئنا من أجله
ويبدو أنهم كانوا شايفين لها شوفة أخرى لكن لم يحدث نصيب فقد كان نقبهم على شونة في اتجاه آخر
والطريف أكثر أننا قابلناهم على السلم ونحن نازلين وهن راجعات
فسلمت وقلت لها : حمد الله على السلامة كيفها دلال ؟
فقالت : دلال مين
فقلت لها : إسألي أمك لما تطلعي !
(يبدو أنها لم تنسق الكذبة جيدا مع أمها قبل النزول ولا مع أخيها الكذاب بطبعه سامر الذي سبق وكذب وأدعى أنه فقد شنطة الكورة في الترام لأنه نزل من عربة الرجال وتركها كي يأخذ أخته من عربة الحريم في محطة سيدي جابر القريبة من نادي سموحة وينبهها للنزول معه في سيدي جابر فنزلت لكنه فقد الشنطة في العربة الأخرى بعد أن تحركت الترام وجاء يومها بلبس الخروج كي يقف مع أصدقاءه في النادي يعاكسون في البنات حول الكلوب هاوس وأخلف موعده لنا في لعب الكرة في نفس الوقت في النادي بدعوى كاذبة عن فقدان شنطته )
_________________تمت _______________________
فنجد أنَّ عبد الوهاب اقتبس لحناً شعبياً شهيراً يُغنَّى في بلاد المغرب العربي على طول الساحل الإفريقي الشمالي ووضعه في مقطع ((قولي لي مين زَيِّك/ والله مالِك زَيّ/ دا البدر من ضَيِّك/ صُعُب عليه الضَيّ))، وهو اللحن الشعبي الذي ظهر في التسعينيات في أغنية حميدي الشاعري وهشام عباس ((لا كان على الخاطر/ ولا كان في النيَّة/ أعشق ولد شاطر/ ملاني حنِّيَّة))..
ردحذف