لست وحدك

 مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة) بقلم د/ خالد الشريف النص الثلاثمائة و تسعة  309-(لست وحدك )

حاولت تحليل محتوى الاهتمامات من النصوص التي عرضتها لكم حتى الآن لأكشف عن جزء من شخصية حامد لاحظت في أحد النصوص أنه تحدث عن نفسه بإسم مستعار:  راشد إقرأ النص (راشد في درب الأربعين)  وهو من أكثر النصوص قراءة على المدونة تجد الجو المسيطر فيه هو فكرة عصفوران بحجر الأول واحد اسمه راشد ذاهب إلى السودان عن طريق درب الأربعين وهو المعنى القريب والثاني وهو وصول الإنسان لسن الرشد وتخطيه أربعين سنة في درب الحياة يجعله يتوقف ويتأمل ويستعد للمصير المحتوم وهو الموت وهو المعنى البعيد والمقصود ويجسد فكرة تكررت كثيرا في نصوصه وهي الموت والخوف من الموت مسيطر على العديد من النصوص في كتاباته إلى الحد الذي دفعه إلى القول أنه في صراع مع الموت بل أن أول مجموعة قصيرة كتبها كانت بعنوان (بعد الرحيل)  فكرة أخرى سيطرت على كتاباته وهي البكاء على الفرص الضائعة مع أبيه ومع أخيه ومع الرئيس الأسبق الله يرحمه إقرأ نص (ثلاثة على الطريق)  ستفهم كلامي والاهتمامات التي لم تظهر في البداية تأثره بشخصيات أخرى غير حميد الشاعري في الموسيقى مثل سامي الحفناوي وأحمد فكرون وتأثره بشخصيات أخرى في كرة القدم غير مارادونا مثل الخطيب والجوهري وهناك شخصية لم يتحدث عنها إلا في نص واحد وهو طاهر أبوزيد و حتى في الشعر لم يكن يحب الشعر لكنه تحدث في نص سابق عن شاعر لا أعرفه اسمه فؤاد بدوي تأثر لوفاته وتحدث في أكثر من نص عن تأثره بالشاعر الكبير فاروق جويدة  بل إن هناك أكثر من نص بعنوان قصيدة لفاروق جويدة مثل في عينيك عنواني و شيء سيبقى بيننا واليوم الأول بعد الألف لرحيل الشمس بل إنه تحدث عن حماس فاروق جويدة بالتحديد في قضية إهدار دم الكاتب الانجليزي الهندي الأصل سلمان رشدي بعد كتابه آيات شيطانية وموقف آخر وهو احتفاظ فاروق جويدة ببعض أوراق من خزانة موسيقار الأجيال الراحل محمد عبد الوهاب كان قد أوصى بتسليمها إلى فاروق جويدة في حال وفاته لكنه لم يفصح عن فحواها كذلك يتضح علاقته الجدلية مع قراءة الكتب ومع صلاة الفجر ومع مشاهدة قنوات التلفزيون التي يتذكر فيها حوارات دارت بين مذيعين وشخصيات عامة أوفنانين وكتاب بالنص وكذلك اتضح أنه لم يكن يسمع راديو لندن فقط بل كان يسمع أيضاً إذاعة الشرق الأوسط خاصة في رمضان أواخر التسعينات أثناء فترة رئاسة الراحلة القديرة نادية صالح لها ورغم أن مجد نادية صالح صنعته ببرنامج في إذاعة أخرى-زيارة لمكتبة فلان في البرنامج العام- إلا أنه لم يتعرف عليها إلا في الشرق الأوسط بعد أن تركتها القديرة سناء منصور وتحدث في نص عن لقاء للصحفي مفيد فوزي مع الكاتب الصحفي الكبير مصطفى أمين في برنامجه حديث المدينة أو إبحار في الغد لايتذكر وسأله بالتحديد هل تخاف المرض والموت؟ 

-فرد مصطفى أمين نعم أخاف المرض وأخاف الموت 

مصطفى أمين مؤسس أخبار اليوم هو وأخيه علي أمين وأصحاب فكرة عيد الأم وأسبوع الشفاء وباب لست وحدك 

وصاحب عمود فكرة الشهير في الصفحة الأخيرة بجريدة الأخبار 

توفى بعد حديثه مع مفيد بأيام كان معروف عن مفيد إنه وشه فقر وإنه في الحوارات التلفزيونية أسد أمام الضعفاء وأرنب أمام المسؤولين والعظماء

كذلك يتضح في كتاباته حزنه على ما آلت إليه الأحوال في بلاده بعد العاصفة والتدهور الذي حدث في جميع المجالات 

وتحدثت أنا عن التشابه الكبير بيني وبينه وهو ماجعلني أهتم بكتاباته من باب لست وحدك في هذه المشاعر كلنا هذا الرجل كلنا نشعر بما تشعر به لكن لا أحد منا لديه جرأتك التي مكنتك من أن تكتب هذه المشاعر على الأوراق 

إحساسي وأنا أقرأ كل نص كتبه حامد أنني وجدت قريني أو توأم روحي وهو أجمل إحساس في الكون لذلك أقرأ في النصوص التي تبدو منفصلة لكنها متصلة وتبدو قصص قصيرة لكنها في حقيقة الأمر رواية طويلة بطلها حامد وكل الشخصيات التي تحدث عنها ومعها أبطال أبطال بحق في حكايات العمر كله 

ترى كيف ستكون النهاية وهل سأصل إليها وسط هذا الخضم من الأوراق وماهو مصير حامد بدر؟ 

هل مازال على قيد الحياة أم رحل؟ 

_______________ تمت ______________________

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

راشد في درب الأربعين

مذيع لمدة ساعة

بيت من زجاج