أيام عادية

 مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة) 

 بقلم د/ خالد الشريف  

النص الثلاثمائة وإثنان وأربعون 

342- ( أيام عادية  ) 

بدأت يومي بالصلاة ؛ صلاة الصبح وأنا لا أعرف الفرق بينها وبين صلاة الفجر ، جلست أناضل مع الكسل الذي منعني من أن أنزل اشتري فلافل وفول للإفطار، ماذا أفعل هل أجلس ألغي مخي وأفتح التلفاز أم أكتب صفحة ، أم أنزل لشراء الخضراوات والفاكهة أم أطلب احتياجاتي من السوبر ماركت مباشرة وأنا جالس مطرحي كل الأفكار الكسلانة كانت تأتي أولاً وأي فكرة نشيطة كانت تتطلب جهاد نفس وعزيمة على الحركة والحركة بركة من أول رفع أكياس الطلبات على السلم لغاية أداء المشاوير في المصالح الحكومية و لو اليوم يوم أجازة يبقى حظك من السما يتضع الماء المغلي في الترمس كي تكبس الشاي فيثقل بعض الشيء قبيل شربه وتفتح قناة وثائقية وتجلس تشاهد في انتظار وصول عامل الدليفري أو السباك لإصلاح بعض الأعطال لكنك يجب أن تتأكد في البداية من وجود فكة مالية في جعبتك المحفظية ولو ما في ستجاهد كسلك ثانية أو ثالثة وتهبط الأدراج كي تفك الأوراق النقدية وتعود أدراجك بعد أن يكون الشاي قد أصبح ثقيل للغاية كدمك وتشربه مرغماً مع الفول والطعمية ولو صائم يبقى خير وبركة قم من مكانك بخر بالبخور الالهندي المشهور وإدعي دعوة متسلسلة تخزي كل عين ردية وإكنس الشقة وقل لكل جرداق رجيم كنست عليك السيدة ، وإدخل المطبخ وإبدأ في مجاهدة شيطان الطبخ كي تستعد للغداء أو الإفطار بأكلة من تأليفك غير هنية كلام فارغ لكنه الوضع الوحيد الذي يشعرك بالإنجاز في أيام رديئة إتكالية ؛ عمل من صنع يديك منتج إبداعي أو فكرة جديدة ألمعية حتى لو لم يأكل أحد غيرك وإنقع التمر في القدر وابحث عن الكولا أو البيبسي عقب الإفطار لو الرصيد يسمح في هذه الظروف الغير مواتية واكتب يومياتك التأملية وصلي كل صلاة على سجادتك القديمة البالية وإحسب حساباتك وراجع أولوياتك وسجل فلم أجنبي جديد على الفلاشة الرمادية وإجلس عقب صلاة المغرب في منطقة راحتك تفتخر بما حققته في يوم من ضمن كل الأيام التي أصبحت .... أيام عادية!

_____________ تمت _____________

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

راشد في درب الأربعين

مذيع لمدة ساعة

بيت من زجاج