لم أعد حكم بل حاوي

  مجموعتي  الرابعة (تلاتين سنة) بقلم د/ خالد الشريف النص الثاني و الخمسون بعد المائتين 252- (لم أعد حكم بل حاوي )

بعد أن انتقلت إلى عالم تاني ؛ وهجرت الأوباش الهجر الجميل وتركت لهم البلاد والعباد فقد عشت معهم أكتر من تلاتين سنة ولم يحفظوا الجميل ، وكانت الصدفة سبب في رحيلي

تغيرت أجندتي و تبدل عنواني ، محوت أولوياتي القديمة:

 لم أعد أذهب للسوق كل يوم جمعة لم أعد حكم بل حاوي يخرج من جعبته النصوص : على كل لون : قصص نثريات مقالات

قربوا يا حلوين : مين يقول هات ؟

عدت لممارسة الرياضة تخلصت من الأميبا في أمعائي أطمأننت لأكل الجرجير والخس لأول مرة من سنوات

أصبح متاح لي كوب زبادي مساء كل يوم وهي أمنية قديمة ، كذلك كوب مياه غازية كل يوم وأضحك على نفسي وأشربه دايت أو لايت

عدت للكتابة وهذا أكبر دليل على عودة الروح والإتزان ،

 نسفت حمامي القديم وأخدت حمام جديد ديورافيت ، والتكييف لا يتوقف إلا عند خروجي من المسكن السيارة طويلة وعلى الزيرو ، الملابس جديدة من أسواق الهرم ، والذهاب إلى البيت بأتوبيس سياحي فاخر ، والفراخ مشوية ونايمة على الرز البسمتي ، واللحمة نعيمي كانت أو قصيمي بلدي كانت أو استرالي ليس لها طعم لكن رخيصة ، ومتوفرة ،

 اللاب توب أمامي والمخدة من خلفي ، ولايوجد سوى الذاكرة التي تطاوعني أحيان وتعاندني أحيان أخرى لذلك احتفظت بنوتة بجوار السرير

لماذا لا تأتيني الأفكار الذهبية إلا قبل النوم لغز كبير

 فالفكرة الحلوة عصفورة طايرة والكاتب الشاطر صياد ماهر استطاع أن يقتنصها ببندقية رش زي اللي ضربت رجل الحنتوف وهو بيلعب كورة في آخر الشارع من سنين مع ولاد الجيران والبوابين !

................تمت................