المشاركات

عرض المشاركات من مارس, 2024

لجان في كل مكان

  مجموعتي الرابعة ( تلاتين سنة)  بقلم د/ خالد الشريف   النص الثالث والستون   63- (لجان في كل مكان) لم ينسى قصة الثمانية عشر يوم كانت أجازة من المؤسسة وحظر التجول يبدأ من الثالثة عصراً ويستمر ويستمر ويستمر للدرجة التي جعلتهيشاهد بأم عينه لأول مرة الشباب والمراهقين يلعبون الكرة على شارع أبي قير (أو طريق الحرية) من كثرة الفراغ في أوقاتهم والفراغ في الشارع من السيارات ؛تشكلت لجان شعبية لحراسة الشوارع والبيوت والممتلكات، كان ينزل كلليلة ليقف في اللجان الشعبية والحوارات تمتد حتى الصباح لم ينسى شخصية الدكتور علوي جاره الذي لم يكن يتبادل معه أطراف الحوار إلا نادراً لم يكن يدور بينهما أكثر من :( سلام عليكم -عليكم السلام ! ) وجار آخراسمه مروان ظل يتحدث عن جيلنا الذي يفتقر لأي إنجازات فرد عليه د علوي : إنتو مش أخدتو كاس أفريقيا ثلاث مرات ؟ 😊 فضحك حامد وشعر أن شخصية الدكتور علوي ستبدأ في الظهور في خضم اللجان الشعبية جاء حمادة الجار الآخر (كوميديان الحتة) ورمى كلمة من كلماته : -الأحداث دي حولت الشعب المصري كله لبوابين جالسين في الشوارع طول الليل يحرسون ويشربون ال...

مدينة أشباح

  مجموعتي الرابعة ( تلاتين سنة)  بقلم د/ خالد الشريف   النص الثاني والستون   62- (مدينة أشباح) لم ينسى لحظة هذا الصباح الأغبر اليوم التالي لموجة الغضب؛ أخذ سيارته الصغيرة السوداء وإتجه إلى المؤسسة وفي الطريق لم يجد أي من الرجال في أي مكان؛ المدينة صامتة وحزينة والوجوه عليها وجوم والكل مهموم بما سيأتي وقبل أن يصل إلى سيدي جابر وصله تليفون من الغندورة تبلغه فيه أن هناك قرار بأجازة مفتوحة من العمل في المؤسسة للجميع حتى تتضح الرؤية.................... لف وعاد بسيارته وجد كل من لديه موهبة دفينة يحاول استغلالها في تمثيل دور إشارجي المرور في مشهد عبثي غريب؛ الخوف يسيطر على الكل والمدينة شبه خاوية إلا من ظلالافراد يبحثون عن مأوى أو متجر يفتح ابوابه لتخزين المواد الغذائية فالقادم مجهول رغم التطمينات أحياناً من هنا أو هناك ظل هذا المشهد محفوراً في ذاكرته حتى كتب عنه في روايته الثانية (سبر أغوار) وكأنه مشهد النهاية لقصة خيالية لم يعيشها ولم ترى النور وظلت حبيسة الأدراج و الأوراق ولم تفز في أي مسابقة شارك فيها المؤلف رغم الصدق والجودة والإخلاص في الكتابة ؛ يبدو أنه سيكون...

رياح غبراء

مجموعتي الرابعة ( تلاتين سنة)  بقلم د/ خالد الشريف   النص الحادي والستون   61- (رياح غبراء) في الثمانية عشر يوم الاوهام التي طار الجميع فيها في السماء قبل أن يهبطوا على سابع أرض؛ فوجىء حامد بمكالمة من الشيخ الجليل والكل مشدوهاً أمام شاشات التليفزيون والولد مساعد جو بيقول إلحقوا المتحف ورانده بتجيب لنا آخر تحذير من الراجل الكير بيقول لنا خائف لو رحلت يتولى الأوباش أموركم ! فوجىء حامد بالمكالمة ويبدو أن الشيخ الجليل كان مغيب تماما عنن المشهد وعائش في عالم آخر فإذا به يطلب من حامد : -بأقول لك إيه يا حامد عايز أتبرع بمكتبتي كلها التي في شقة سموحة ! -حضرتك قلت لي الموضوع ده من قبل عشر مرات ! -وكمان المرتبات التي لم أقبضها عند الحاجة زينات أرجو توزيعها على العمال الغلابة في المؤسسة -(فيضحك حامد ضحكة خفيفة) ثم يقول : ما بلاش يا مولانا أحسن الأغبر يسخر من هذا الموضوع ويخرجه عن سياقه كعادته في كل موضوع يضعه علكة في فمه الذي لا يسلم من أذاه أحد -بتقول حاجة يا حامد يا إبني ؟ -أنا بس عايز أقول حاجة واحدة يا مولانا ؟ -إتفضل ! -هو حضرتك مش بتتفرج على التلفزيون و...

يوميات أستاذ مع الأوباش

  مجموعتي الرابعة ( تلاتين سنة)  بقلم د/ خالد الشريف   النص الستون   60- (يوميات أستاذ مع الأوباش) فتح صفحة من صفحات مذكراته وكتب : كنت كلما مررت بمدخل الإسكندرية (الذي كان منطقة الداون تاون) وهدموه ؛ قرأت له الفاتحة إنه الشيخ الجليل رحمه الله كنت آخر من تعامل معه كنت أنتظره أمام كارفور وكان ينزل من الأوتوبيس وينتظرني شاءت الأقدار أن يبعدني الله عن السكة الغبراء ويضعني في طريقه ؛ ولم تخلو اللقاءات معه من تاريخ المؤسسة الأسود   كان يتمنى أن يكتب التاريخ في مذكراته التي كان يرى أنها من الممكن أن تتفوق على يوميات نائب في الأرياف في أحد المرات العديدة التي كنت أصطحبه من سموحة إلى مقر عمله تبادلت معه أطراف الحوار -إيه رأيك في الطريق اللي مشيتك فيه ؟ -ماهو هو نفس الطريق اللي بنمشي فيه كل مرة (لم يكن محور المحمودية قد أفتتح أيامها كنا قبل الرياح الغبراء) -لا مش هو نفس الطريق أنا طلعت من عزبة سعد ومنها على كوبري الابراهيمية -أنا عندي حكايات عن المؤسسة لو كتبتها في كتاب والله يبيع ملايين -طيب ما تحكي ! -أنا حكيتلك كثير فيك من يحفظ السر؟ -في بئر ...

طالب علم

 مجموعتي الرابعة ( تلاتين سنة)  بقلم د/ خالد الشريف  النص التاسع والخمسون  59-( طالب علم)  كانت سنة كئيبة تلك التي قضاها حامد في البيت رافضا الخروج من القوقعة رافضا الذهاب إلى التكليف رافضا استكمال الدراسات العليا كان يضحك على نفسه بأن جواب التعيين سوف يأتيه وهو نائم تحت اللحاف لم يصدق أن النظام قد تغير على حظه في العام الذي تخرج فيه كانت لعنة تطارده في كل مرحلة في الابتدائي ألغيت المدرسة التي كاد أن يتخرج منها ونقلوه لمدرسة مجاورة وكتب عن هذا الحدث رواية كاملة في الإعدادي رضي بالهم والهم لم يرضى به ونقلوه من مدرسة رشدي إلى مدرسة شوكت وعاد بحكم أمه واستثناءات أبناء العاملين في الثانوية العامة غيروا النظام كله بعد تخرجه بسنتين ربما العيب كان فيه هو وجهه فقر وقدمه  نحس لايعرف لكنه كان يشعر بغياب التوفيق في كل خطوة في حياته ظل طوال هذا العام يذهب الى المساجد ونودي الفيديو ويلتقي بشلة الجامعة الذكورية التي استقر معها اخر ثلاث سنوات في الكلية قبل التخرج كان اللقاء يبدأ على اذان العشاء  في المسجد بالقرب من سان ستفانو ويستمر لمدة ساعتين بعدها متضمنا تمشية طول...

يوسف......حبيبي !

  مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة) بقلم د/ خالد الشريف النص الثامن والخمسون 58-(يوسف......حبيبي !) لم يستطع أن يقاوم شعوره الداخلي وهبط من مكتبه في الطابق الثاني إلى قاعة المحاضرات في الطابق الأول وكله أمل أن يجد ضالته في القاعة؛ انتهى من إلقاء المحاضرة كان يعاني من الوحدة والضيق والهم والتفكير المفرط لم يجد سوى الكتابة كي يفرغ فيها ضيقه وهمومه وشجنه ويشتكي إلى الأوراق؛ لم يلاحظ حالته سوى طالب واحد ......يوسف الذي اقترب منه بعد انتهاء المحاضرة وقال له : -هل لديك الوقت الكافي أستاذي؟ -فرد عليه مازحاً وهو متأكد أنه لن يستطيع فك شفرة المزحة : (يوسف ....حبيبي !) فضحك يوسف فقال له الأستاذ : بتضحك ليه يا يوسف إنت تعرف مين يوسف حبيبي ؟ فرفع كل الواقفين أكتافهم متعجبين من غرابة السؤال ! فرد يوسف : أنا أعرف يوسف حبيبي هذا اسم رئيس دولة سابق فاندهش الأستاذ من معرفة يوسف أصل المزحة ورد : صح عرفت كيف يا يوسف ماشاء الله عليك ! يوسف : أنا مثقف وقارىء جيد أستاذي لا يغرنك شكلي الساذج هتبهرني أكثر لو قلت كان رئيس اي دولة ؟ فرد يوسف بابتسامته المعهودة في هدوء قائلاً : أعرف ...

ميجاواتي سوكارنو بوتري😁

  مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة) بقلم د/ خالد الشريف النص السابع والخمسون 57 -(ميجاواتي سوكارنو بوتري 😂) كانت مناواشاتي في شلة مدرج الجامعة أكثرها مع وليد أو ماجد  ماجد لم يكن يعجبه قرار رفع سعر الخبز الفينو إلى 15 قرش للرغيف وغنى لنا أغنية خرجت للسخرية من القرار كان مطلعها : الريس احنا عارفينه غلى العيش الفينو والشعب هيطلع ……..تيت🫢 فقلت له : وإنت زعلان ليه ؟ الحكومة عليها أعباء كتير -زعلان عشان هأجيب ثلاث أرغفة بنصف جنيه بعد ماكنت بأجيب عشرة  - حد جه جانب رغيف العيش البلدي ؟ - هو يقدر على دي كمان ! - إحمد ربنا إن الرغيف لسه ب خمس قروش ومدعوم والبنزين اللتر بجنيه  والله أنا والدي دايماً يقول لي إحمدوا ربنا على وجود الرئيس مبارك بكرة مش هتعرفوا قيمته إلا لما يمشي  بس ماقلت ليش جبت القميص الحلو ده منين ؟  -يا حامد خاللي بالك من كلامك أنا ساعات بأفهم كلامك غلط  ( هو ظن أنني أسخر من رخص أو رداءة قميصه في حين أن هذا الأمر لم يكن في بالي والله) - إنت فاكرني أسخر منك دي القمصان دي شيك جدا والله العظيم ! فسكت ماجد ولم يعقب بالعكس كانت تعجبني الألوان الزاهية ال...

يوم بعد يوم

  مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة) بقلم د/ خالد الشريف النص السادس والخمسون 56-(يوم بعد يوم) قمت في الصباح بعد سهرة نادي السينما فقد كان هذا الأحد أجازة رسمية بمناسبة عيد العمال؛ كنت أنتظر خطاب الرئيس مبارك رحمه الله الذي سيعلن فيه عن منحة عيد العمال؛ لكني نزلت كي أحضر فول من محل أبو ربيع للمأكولات الوطنية ؛ وعشرة أرغفة فينو بعد أن أصبح رغيف الفينو بخمسة عشر قرش، وربع جبنة بيضاء ناشفة ونصف كيلو حليب ذلك المشوار المقدس الذي كنت أمشيه يوم بعد يوم بالتناوب مع أخي مهند ؛ تماما كما كنت اقتسم معه الدراجة الشوبر يوم بعد يوم ؛ وفي طريق عودتي مررت من امام مقر الحزب الوطني وتذكرت المرة الوحيدة التي جاء فيها الرئيس مبارك رحمه الله يزوره في بولكلى ووقتها الأمن أزال كل السيارات المركونة في الجوار ووصعد فرد أمن فوق كل سطوح عمارة محيط بالحزب اشتريت لحمة من جمعية تنمية الثروة الحيوانية التي تتخذ من كشك على ناصية الحزب مقر لها وكان الكيلو وقتها بثلاثين جنيهاً وفي طريق عودتي إلى البيت كان الاستاذ عابد بسيوني مدرس اللغة العربية الذي يعطي دروس تقوية في الحزب قد بدأ يتحدث في الميكروفون وبدأ يسأل بتنغ...

جيل تلفزيوني

  مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة) بقلم د/ خالد الشريف النص الخامس والخمسون 55 -(جيل تلفزيوني) مازال يتذكر أمسيات السبت مع والده أمام نادي السينما ذلك اللقاء الأسبوعي الذي كان يتحينه للهروب من ضغوط المذاكرة المستمرة ورغم أن صباح الأحد لم يكن أجازة لكن الأب كان يسمح للكل بالسهر أمام الفيلم الأجنبي بل ويسمح بمشاهدة تعقيب د درية وضيوفها بعد انتهاء الفيلم وكان هذا النادي مدرسة تعلم فيها العمق في النقد والتحليل والبحث فيما وراء المشاهد لا ينسى أفلام كثيرة شاهدها في هذا النادي الفك المفترس الذي صنع نجومية المخرج ستيفن سبيلبيرغ والهروب الكبير الذي أعاد الجوهرة السمراء بيليه للعب الكرة ولكن هذه المرة أمام الكاميرات عام 1982 وغيرها من الأفلام لكن الوحيد الذي كان يهرب من هذه الأمسية هو أخوه وحيد الذي كان يفضل الخروج مع أصحابه أو الوقوف على النواصي وكانت علاقته بالوالد متذبذبة ويغلب عليها الصدام وليس الوئام في أحد ليالي السبت صعد ليجد والده يوزع عليهم جميعا الفستق والسوداني واللب ولا يترك له شيء بمنطق الغايب مالوش نايب  فدخل ليجدهم كلهم مشدوهين لأحداث الفيلم فيلقي كلمته الساخرة  - صحيح ...

ET

  مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة) بقلم د/ خالد الشريف النص الرابع والخمسون 54 -( ET ) لم يكن يتخيل أن الخبير التربوي سبق وأن درس لمديرة مدرسة أخته الأجنبية ؛ كانت أخته الوحيدة هي التي أفلتت من جحيم المدارس الحكومية رغم أنه دخلها وقت أن كان مازال فيها قدر من التعليم ؛ والباقي كان يستكمله بالمذاكرة والدروس الخصوصية ، وشاهد بأم عينه الكارت الذي أعطاه الخبير التربوي لوالده كي تعطيه أخته لمديرة مدرستها : إكرام العسراوي مكتوب عليه لقد درست لك في دورة تأهيل مديري المدارس في الفترة من كذا إلى كذا ............ كانت أخته صفاء محرجة من أن تفعل ذلك رغم أنها كانت على وشك التخرج من المدرسة وذهب والدها ووالدتها لحضور حفل التخرج الذي كان في صيف عام 97 وكان أول حدث يحضره المحافظ الجديد اللواء المحبوب ؛ ومازالت في جعبتي الصورة التي تصافح فيها أختي المحافظ وهي مرتدية روب التخرج ويقف بجواره مديرة المدرسة التي دربها الخبير التربوي في دورات التأهيل : إكرام العسراوي 😊 وصورة ثانية تظهر فيها صفاء بين أبيها وأمها وهي مرتدية روب التخرج وتضحك ضحكة ساذجة وهي مازالت قطة مغمضة العينين أي واحد تقابله في ...