المشاركات

عرض المشاركات من مايو, 2024

سقوط بغداد

  مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة) بقلم د/ خالد الشريف النص التاسع والثمانون   89- (   سقوط بغداد   ) لم ينسى حامد أن يوثق في مذكراته ذكرياته عن يوم التاسع من إبريل ليس سنة 2003 ولكن قبلها بعام سنة 2002 كان يحضر محاضرة للأبيضاني في الدور السادس بالكلية بعيداً لم يشعر بهم الأمن حين قامت تظاهرةكبيرة كانت تريد الوصول من المجمع إلى المركز الثقافي الأمريكي احتجاجاً على سياسات أمريكافي المنطقة لدرجة أن طالب اسمه محمد توفى في التظاهرات وتم إلقاء القنابل المسيلة للدموع وتم إخلاء المجمع النظري ولم نشعر ونحن جالسون في محاضرة الأبيضاني عن المنهج العلمي في التفكير وعدم إعطاء الأشياء أكبر من حجمها وأخذ حالة إنجازات الحضارة المصرية القديمة كمثال وحينما استدار للسبورة فوجد شعار ملصق مكتوب عليه : (قاطعوا المنتجات الأمريكية) فقال : بلاش كلام فارغ شيلوا الملصق ده فرد عليه طالب اسمه محمد أيضاً (اسم محمد منتشر جدا في الثقافة المصرية) -ونشيله ليه ؟ فنظر له الأبيضاني شذراً ثم قال : إنت عارف الشعار ده معناها ايه؟ -اه عارف -لأ مش عارف يا ابني إنت لو تقاطع المنتجات الأمريكية دب...

سوبيا جميلة

  مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة) بقلم د/ خالد الشريف النص الثامن والثمانون  88- (   سوبيا جميلة  ) كان حامد قوي الذاكرة وهذا الأمر جعله يختزن العديد من التفاصيل التي تصلح خيوط لنسيج يمكن أن يغزل منه قصص وليس قصة واحدة لكن حرصه على تغيير الأسماء والأماكن كان يستغرق جزء كبير من تفكيره أو خياله إن جاز التعبير في مذكراته : (كانت هناك قطيعة بيني وبين رائد لم تزول إلا بخبر وفاة والده اللواء المتقاعد حين علمت ذهبت له في البيت وصعدت كي أعزيه دخلت وجلست في نفس المكان الذي قابلنا فيه والده من قبل أمام أحواض الأسماك وبدا وكأن الأسماك حزينة لوفاة والده كانت ساكنة لم تكن تتحرك في أرجاء الأحواض قلت له يجب أن تخرج من أحزانك كانت الدراسة قد عادت وكنا في ثانية ثانوي لكن في طابور الصباح في المدرسة اليوم التالي حدث موقف لم أكن أتوقعه ولم أكن أنساه جاء رائد ومعه والدته وهي ترتدي نظارة سوداء وجسمها يبدو نحيف وهزيل لا أعرف إن كان هذا حجمها الطبيعي أم من الحزن على وفاة زوجها كي تطلب أجازة لابنها للسفر معها للقاهرة لتخليص اجراءات لزوجها في الوزارة هناك وفي اثناء الطابور دخل رائد كي ...

ياليتهم سمعوا الكلام 😊

  مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة) بقلم د/ خالد الشريف النص السابع والثمانون   87- (   ياليتهم سمعوا الكلام   😊   ) كان حامد يخاف أحياناً ويتردد أحيان أخرى في كتابة أي نص في المجموعة بسبب أنالمجموعة منشورة على مدونة ويمكن أن يقرأها أي قارىء عادي فيفتش في ضميره ورغم أن لا أحد له الحق في أن يفتش في ضميره كان هو يمرر كل فكرة على ضميره كفلتر لتنقيحها قبل ان يضعها على الأوراق وكان يتشجع بمقولة عمنا أحمد منيب إن خفت ما تقولشي وإن قلت ماتخافشي 😊 (كان صديقي رائد يسكن بجواري تقريباً بيني وبينه عبور طريق الحريةإلى الجانب الآخر كان رياضي ونشيط يذهب إلى النادي بانتظام كنت أحياناً أذهب معه كان شبهني في أشياء كثيرة لدرجة جعلتني أشعر أنه قريني -ولقد تحدثت عن أول شبيه لي أقابله في أحد القرى الريفية في رواية 1986-كان يشبهني في كل شيء ماعدا المذاكرة كنت أنا متفوق وكان هو بليد وكان وجود اسمي خلف اسمه في الترتيب الأبجدي في الفصل سبباً في أن يجلس أمامي أو خلفي في كل لجنة اختبار سواء منتصف العام أو نهاية العام وكان يتضايق كثيراً ن كوني لا أحب الغش؛ كنت أكره الغش لأني أرى فيه سر...

باسم المثلي

  مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة) بقلم د/ خالد الشريف النص السادس والثمانون   86- (   باسم المثلي   )   كانت صراحة حامد مغلفة بتغيير الأسماء والأماكن حتى لا يقع في دوائر المساءلة كانت مذكراته قلم رصاص يطلق طلقات دون أن يصيب لكنه يعلم علامة في كل نص يكتبه عن كل إنسان أو فكرة أو موقف أو حدث (خرجنا من المدرسة كلنا مدرسة مصطفى كامل قبل رمضان بيوم وحد والكل يتحدث عن تفريغ شهوتهقبل بدء الصوم ولا يوجد إلا جلد العيرة (ضرب العشرة) كما يقولون في اللغة الدارجة كان معي حمدي لاعب التايكوندو ذو العيون الجاحظة وشبيه الشمبانزي وخالد لاعب الكرة في سموحة وحسين لاعب الكاراتيه ورامي العائد من الخليج ورأفت جاري وانضم إلينا بعض الطلبة من الفصول المناظرة سامي وباسم وغيرهما وكنا نمشي على الترام عند محطة مصطفى كامل في اتجاه رشدي ولكن باسم كانت تبدو عليه سمات البنات من النعومة والشعر الطويل والحبوب أو البثور العديدة في الوجه وكان يبدو عليه أنه شاذ أو مثلي على أقل تقدير 😊 فغضب رامي من وجود باسم معنا في الركب أثناء المشي وجاء بجواري : -مين باسم ده ؟ -ده زميلنا في أولى سادس -...

خطبة واصل بن عطاء 😊

  مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة) بقلم د/ خالد الشريف النص الخامس والثمانون   85- (   خطبة واصل بن عطاء 😊   )   كانت صراحة حامد في مذكراته صادمة كان يكتب أبسط وأدق التفاصيل وجلس ثلاث سنوات يكتب البوح الذاتي لكنه جلس ليالي عديدة يختار منها نصوص مختارة تصلح للنشر : (كانت أولى ثانوي سنة عجيبة في كل شيء؛ انتقلت إلى مدرسة لها تاريخ وأخي الأكبر ناصر تخرج منها (مصطفى كامل الثانوية العسكرية) دخلت في أول يوم دراسة فلم أجد أي مظاهر دراسة كانت المدرسة في حالة تبييض داخلي لكل جدران الفصول ولم ينتهي الأمر فيما يبدو قبل عودة الدراسة لكن لا أحد من المدرسين والإدارة يجرؤ على أن يقول للطلبة : لاتوجد دراسة إرجعوا بيوتكم لغاية ما البياض (أو النقاشة كما يسميها السكندريون ) تنتهي لم أكن أعرف أي من المدرسين سوى مستر أسعد العتال الذي كان يدرس لي الإنجليزي في مدرسة رشدي الإعدادية ويبدو أنه انتقل بواسطة من التعليم الإعدادي إلى التعليم الثانوي ولا أتذكر أي شيء منه سوى الكلمة القذرة التي كان يقولها لنا حين يزيد الكلام الجانبي والدوشة والهوشة في الفصل فكان يقول كي يسيطر على الصف ويعي...

أولى ثانوي

  مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة) بقلم د/ خالد الشريف النص الرابع والثمانون   84- (   أولى ثانوي   )   لم يكن حامد صريح مثلما كان صريح في مذكراته على الاقل مع نفسه؛ واستخدم اسلوب الترميز كي لا يقع تحت طائلة قانون الملكية الفكرية أو دعاوي السب والقذف أو انتهاك الحياة الخاصة رغم أن ما يكتبه المفروض إنه أدب وليس قلة أدب 😊 والكلام وإن تضمن أشخاص فإن الهدف الأفكار وليس الأشخاص . (كان كردي هو أنظف وأفضل أصدقاء أخي الأرعن وحيد كان مهذب وراقي ويعاملني بلطف أتذكر انه كان يأتي عندنا كثيراً كي يذاكر بسبب أن جدته كانت مقيمة عندهم في البيت فكانت حتلة لغرفته فلم يجد أي مكان للاستذكار سوى غرفة أخي وحيد وبالتالي كانت العلاقات الطيبة بين أسرتنا وأسرته سبيل للتواصل والحضور إلى بيتنا بأريحية كان يشجع وحيد على المذاكرة رغم أني لم أكن أؤمن بفكرة أن أذاكر مع اي صديق أو زميل سواء في بيتي أو في بيته وكنت أراها مضيعة للوقت إلا أنها كانت ناجحة في حالة وحيد وصديقه كردي أتذكر المرة التي ضربني فيها المدرس ؛ مدرس الكيمياء في أولى ثانوي كان من المفترض أن أمي ستذهب لمقابلة مدير المدرسة ...

بلياتشو

  مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة) بقلم د/ خالد الشريف النص الثالث والثمانون   83- (   بلياتشو   )   كانت ذاكرة حامد اللامعة هي المحرك وراء دافع الكتابة في هذه المذكرات العجيبة التي لم تترك شاردة ولا واردة إلا وسجلتها : (كان عم رأفت والد سامي جارنا مدرس رياضيات وكان ابنه سامي فاشل فيها إلى الحد الذي جعله يدخل أدبي فقد كان باب النجار مخلع ولم يكن يقوى عم رأفت على أن يشرح لابنه حصة واحدة رغم أنه يشرح لكل ولاد الناس : كان عم رأفت شخصية ناقدة إلى حد بعيد أتذكر جيداً كيف كان يعاكس الفتيات وهو يقود بنا سيارته ال128 ذهاباً أو إياباً من المعمورة كان يستلم البنت من أرجلها إلى شعرها وهي ماشية سخرية وتهكم وقلة قيمة لدرجة جعلته في أحد المرات ينسى نفسه على مزلقان قطار المعمورة ويندفع بسيارته ويعبر شريط القطار قبيل مروره بلحظات الأمر الذي جعله يدفع مخالفة عشرين جنيهاً وهي مبلغ كبير وقتها في نهاية الثمانينات ؛ كانت تسليتنا الوحيدة في المعمورة هي أكل الزلابية أو التمشية على البحر أو الوقوف بجوار مقهى أندريا الشهير لكننا لم نكن نقوى على صعود درج المقهى ومشاهدة الخمور ذات ا...

أربعة في مهمة رسمية

  مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة) بقلم د/ خالد الشريف النص الثاني والثمانون  82- ( أربعة في مهمة رسمية )   كان حامد صريح في مذكراته لكنه كان يخاف أن تقع المذكرات في يد أي أحد فاستخدم أسلوب التورية والتشبيه وتغيير الأسماء والصفات حتى يكون أي تشابه بين المذكرات والواقع هو من قبيل الصدفة أو الضرورة الفنية على رأي عمنا الكبير الراحل أسامة أنور عكاشة 😊 (كان حامد في شدة الغيظ والتنافس مع جاره الذي يصغره بأربع سنوات في العمارة المجاورة طاهر حنيدي بسبب أن أمه تعمل في شركة مقرها مقابل لسينما أمير في محطة الرمل وبحكم عمل الشركة مع السينما تأتيها تذاكر مجانية للعديد من الأفلام وحتى المسرحيات في فصل الصيف وكان سبب زعل حامد أن طاهر جاءته تذاكر مجانية لمسرحية (عالم كورة) بطولة محسن محيى الدين وزوجته المحترمة نسرين والفنان المعتزل مجدي إمام فذهب هو وأخوه الإكسلانس المنفوخ محمد جنيدي وعزموا معهم جيران آخرين من قبيل محمد جميل وشامخ وسامي رأفت وتركوني أنا وحنتوف أخي (أو مهند 😊 ) بل وظلوا بعد العودة من العرض المسرحي يقلدون الحركات التي كانت تحدث من الممثلين في العرض من قبيل التحية...