منتدى القصة القصيرة

مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة ) بقلم د / خالد الشريف النص التاسع والستون بعد المائة 169-(دورة سيول) المزيج الرائع الذي اختلقه من عرض أحداث تاريخيّة فنية أو رياضية وربطها بالسياق الشخصي أو تاريخ حياة العائلة التي ينتمي إليها ممتع ويجعلك متعطش للمزيد وتشعر أن هدف من أهداف الكتابة التوثيق ورغم أنه لم يحافظ على أركان القصة الثلاثة (الشخصيات - الأحداث - الزمان والمكان ) في العديد من النصوص تظل المذكرات في مجملها عمل أدبي بامتياز )  كانت لحظة رفع مارادونا لكأس العالم ١٩٨٦ في المكسيك هي لحظة انتصار لجيل الثمانينات كله ولحظة شعرت دول العالم الثالث أنها ملكها كانت ملامح مارادونا الشرقية ونشأته الفقيرة جعلت العالم العربي كله يحبه ويشجعه ويتعاطف معه كنا نرى فيه الأمل للترقي والصعود للنجومية بفعل سلم الموهبة السحرية لكني كنت غشيم حين ظننت أن الحلم يمكن أن يتكرر في إيطاليا ١٩٩٠ فوجدت منتخب هزيل يكسب بصعوبة ويترنح من الدور الأول ولايلعب أي كرة ممتعة رغم أنه أخرج دول كبيرة مثل البرازيل وإيطاليا في طريقه لمواجهة ألمانيا في النهائي وتساءلت معقولة هذا المنتخب هو الذي أبهر العالم بأداء أسطوري من أربع س...

  مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة ) بقلم د / خالد الشريف النص الثامن والستون بعد المائة 168-(يا بركة الكاميرون !) بعض النصوص كنت أشعر أنه كاتب صحفي أو مراسل يوثق لحظة تاريخيّة ونصوص أخرى كانت تقوم على حوار بين شخصين لكن المبهر هو دقة الذاكرة في التفاصيل رغم مرور أكثر من تلاتين سنة ! ) كان الجنرال قد اتخذ قرار بإلغاء الدوري استعدادًا للمونديال وإتبع سياسة المعسكرات الطويلة  وكان القرار وبال وخراب على الأندية خاصة الأهلي الذي قاطع الجنرال منذ أزمة مباراة الناشئين الشهيرة ولعب مع دول كثيرة من أوروبا أسكتلندا وتشيكوسلوفاكيا قبل الانفصال إلى دولتين ورومانيا التي هزمتنا مرتين بنتيجة واحدة ١-٢ وغيرها وجاء وقت الذهاب إلى المونديال وأتذكر مانشيت الأهرام الرياضي يومها قالت اليوم المغامرة المصرية في مواجهة الطاحونة الهولندية وفوقها صورة لطاهر أبوزيد بعفريتة التدريب وهو يركل الكرة بقدمه مع إني كنت متأكد أن الجنرال لن يلعبه مباراة هولنده وقد كان ولو لعب طاهر هذه المباراة لكانت لها نتيجة أخرى فالمنتخب ظهر خائف ومهزوز رغم تراجع مستوى هولندا وكان يمكن أن تنتهي المباراة بفوز مصر لولا رعونة مجدي طل...

مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة ) بقلم د / خالد الشريف النص السابع والستون بعد المائة 167-(هؤلاء عرفتهم) كانت الصراحة واضحة والصدق ينبع من حالة التصالح مع الذات التي كان يعيشها كاتب المذكرات وبالتالي هو نفسه كان يفكر في تطوير النصوص وتوصيلها للناس بطريقة أو بأخرى ولست أنا من وجد شيء خاص لايخصه فأقحم نفسه عليه وقرأه رغم أنه غير موجه له ثم عرضه على العامة وهو غير قابل للنشر وقد أكون اخترت المدونة لأعرض فيها نصوصه احتراما لرغبته في أن يظل هو وأعماله بعيد عن وسائل التواصل الإجتماعي إن كان مازال على قيد الحياة فيمكن أن يقرأها أو رحل فتصل أفكاره كما أراد لا أعرف في الحالتين أشعر أني فعلت مايمليه علي ضميري) كان من ضمن ألوان الكتابة التي جرّبتها لون وصف أو تحليل لشخصيات أعرفها في الحياة وهنا تأثرت أيضا بكاتب كنت أتابعه في أواخر أيامه وكان يكتب في مجلة الأهرام الرياضي قبل أن تهاجم حميد الشاعري وأقاطعها هو الصحفي والناقد الرياضي الكبير الراحل نجيب المستكاوي والد الناقد حسن المستكاوي كان يكتب مقال بعنوان هؤلاء عرفتهم ففكرت في مجموعة يكون عنوانها ( بروفايلات ) وأكتب فيها كل نص تحليل لشخصية فرد معينً و...

مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة )  بقلم د / خالد الشريف  النص السادس والستون بعد المائة  166-(أي كلام فاضي معقول) من شدة العمق في بعض الكتابات فكرت في عرضها على طبيب نفسي بالطبع لدي خبرة سيكولوجية كي أقوم بتحليلها بنفسي وقد قمت بتحليل العديد من النصوص التي وقعت تحت يدي لكني أردت عين أخرى من قبيل صدق التحليل ونصوص أخرى من شدة الوضوح أو السطحية أحيانا أشعر أن هناك رسائل وراء النص فليس معقول أن يكون مقصده هو هذا الكلام الخفيف وهذا يرجح أن النصوص كلها كانت ضمن خطة علاج فالأطباء النفسيين يشددون على المريض في هذه الحالة أن يكتب كل شيء وأي شيء يخطر على باله مهما كان تافه أو سطحي أو لامعنى له ) كنت أشعر بالوحدة النفسية طوال حياتي رغم أن إخواني كثر وأنا أصغرهم ولدى زملاء كثر في المدرسة وجيران كثر في الحي أو الحومة لكن الغيرة والأحقاد والتنافس كانت تغلب الود والصداقات والتجانس فعشت ولازلت وحيدا أتحدث إلى نفسي أغني مع نفسي أخرج وحدي أتمشى وحدي أعود أدراجي وحيدا كل ليلة  حواري الداخلي مع النفس كان يطغى على حواراتي الخارجية مع المحيطين كنت أتصور أن الجميع سيفهمني بدون أن أتكلم وبمجرد...

  مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة ) بقلم د / خالد الشريف النص الخامس والستون بعد المائة 165-(الطيب صالح ) ربما يكون يقصدني بما قاله في النص السابق من أنه واثق من أن شخص ما يوم سيجد أعماله وينشرها عبر الوسيط الذي تستحقه وربما يقصد شخص آخر لا أعرف لكنه كان يرى الكتابة هي لحظة الخروج من السجن الذي كان يعيش فيه خاصة أنه لم يكن منسجما مع زملاءه في العمل وانعكس ذلك في عدة نصوص ) أول مرة  أشترك في مسابقة أدبية كانت في السودان مسابقة اسمها جائزة الطيب صالح الروائي السوداني العالمي صاحب رواية ( موسم الهجرة إلى الشمال) والذي عمل لسنوات مذيع في بي بي سي يبدو أن حب بي بي سي جمعني مع كل العظماء والدي وناصر والطيب صالح كنت أميل لكتابة القصص القصيرة أو القصيرة جدا التي لاتزيد عن صفحة أو صفحتين فتجمع عندي خمسة عشر نص غير منشورين فنظرت في الفكرة المشتركة التي يمكن أن تجمعهم فوجدت أنها الموت فقررت أن أسميها ( بعد الرحيل ) كان الموت هو العاطفة المسيطرة على كل كتاباتي بعد وفاة والدي يرحمه الله وأتذكر كان هناك نص عن أسامة عكاشة كخيال فقط أضعه أمامي أثناء الكتابة دون تصريح أو تجسيد ونص عن عمر الشريف كا...

مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة ) بقلم د / خالد الشريف النص الرابع والستون بعد المائة 164-(الكتابة محاولة أخيرة ) كانت انفعالات حامد كثيرة وفي كل الاتجاهات بعض النصوص كانت توثيق لأحداث من الثلاثين سنة ولكن كنت أراها أحداث عادية لماذا استرعت اهتمامه وتوقف عندها ومازال يتذكرها طوال هذه السنين الطويلة والبعض بوح ذاتي من صنعه والبعض جزء من سيرته مزيج عجيب غريب عن فترة يراها هو ذهبية رغم أن ظروفه فيها لم تكن جيدة لكن الموضوعية علمته أن يفصل بين الجو العام وحياته الشخصية ) كنت من متابعي مجلة الأهرام الرياضي أول ما طلعت برئاسة تحرير إبراهيم حجازي وكان بها ملحق فني إلى أن وجدت بالملحق الفني تحقيق اسمه (الغناء محاولة أخيرة ) وكان كاتب التقرير يهاجم حميد الشاعري بسبب محاولاته الغنائية وهم يصنّفونه موزع موسيقي فقط والعجيب الغريب أن هذا النقد كان بعد واحد من أنجح ألبومات حميد كمغني على الإطلاق ألبوم (كواحل ) ومن بعدها قاطعت المجلة لأني كنت أشعر بالظلم الذي تعرض له حميد الشاعري في كل شيء نكروا جميل صنعه ونسبوا أعماله لغيره ولما لم يجدوا أي وسيلة للقضاء على فنه أوقفوه عن العمل بقرار نقابي ظالم كنت أرى ن...

  مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة ) بقلم د / خالد الشريف النص الثالث والستون بعد المائة 163-(بعد الرحيل ) بعض النصوص لم أعرف أين أضعها من حيث الترتيب لقد كانت المذكرات كنز وهم بعض النصوص كنت أظن العنوان لايخصها رغم أنه مكتوب عليها لأني أجدها أقرب لموضوع النص الذي قبلها أو بعدها مثل هذا النص الذي يتحدث فيه عن مسلسل للمستشار الراحل صفاء عامر اسمه زمن الحلم الضائع في حين أن النص اسمه بعد الرحيل والنص الذي قبله يتحدث عن حلم المونديال ووضع عليه أسم المسلسل زمن الحلم الضائع لا أعرف الحكم لحضراتكم لكن الترتيب أرهقني وبالتأكيد الترتيب له معنى في بطن الشاعر) كان فنان طيب وجميل ظهر مرة واحدة أمامي في مسلسل كان اسمه ( زمن الحلم الضائع) للمؤلف السكندري اللي ابنه كان بيلعب كورة في فريق ناشيئن سبورتنج مع طاهر جنيدي ( صفاء عامر) وبعدها شخصت إصابته بالسرطان وجمعوا له تبرعات لعمل عملية تغيير رئة في لندن لكنه توفى هناك هو الفنان مصطفى كريم كان وجه مألوف شبه مقبل جارنا وأسعد أخو وحيد صاحبي رحل في عز شبابه فكرت أعمل سلسلة اسمها ( بعد الرحيل ) بالطبع هي عنوان أغنية الديفا ولحن هاني مهنا لكني أقصد فكرة كل ا...

  مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة ) بقلم د / خالد الشريف النص الثاني والستون بعد المائة 162-(زمن الحلم الضائع ٢ ) كانت الحسرة واضحة في كلمات حامد في أكثر من نص عن الإخفاقات الكروية المتكررة التي تحولت إلى عقدة نفسية بمرور الزمن تحول الأمر الذي كان من المفترض أن يكون أمر سهل ومتكرر بالنسبة لدولة كبيرة في القارة الأفريقية وفازت بكأس أفريقيا عدة مرات تحول إلى حلم ولايخجل الصحفيون والنقاد في ترديد هذه الكلمة المخزية تحقيق حلم الوصول إلى المونديال ) الأمر كان بالنسبة لي أشبه بالنظرة لحميد الشاعري موسيقار كبير والموزع عادي كذلك منتخب مصر في الكرة منتخب كبير وتصنيف أول أم منتخب لايستطيع تجاوز تصفيات المونديال وتحقيق إنجاز حققته دول مثل أنجولا والسنغال وتوجو وهي دول ليست من التصنيف الأول في القارة السمراء ولم تحرز بطولة أفريقيا حتى مرة واحدة  لدرجة إني كنت جالس مع وحيد ومسعود في موعدنا كل خميس على كورنيش إسكندرية وقلت لهم بأفكر أكتب مقال عن تاريخنا في كأس العالم  فضحك وحيد ورد : كاس العالم هو إحنا لينا تاريخ أصلا في كأس العالم ؟ 😀 تلك هي التناقضات التي كنت أعيشها سؤال الهوية من أول ...

مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة ) بقلم د / خالد الشريف النص الحادي والستون بعد المائة 161-(عايزين يغيروك ) وجدت أكثر من نص في الألف نص يتحدث فيه حامد عن أن عواقب الصمت أشد خطورة من أسبابه وأنه اقتبس كلمة هيكل وقد كان بالفعل من متابعي برنامجه على محطة الجزيرة واختار له عنوان تجربة حياة ورغم تحفظه على شخصية هيكل ومافعلته من كوارث في تاريخ مصر المعاصر بل وكان يرى أن سر من أسرار نجاح الرئيس مبارك رحمه الله في قيادة البلاد التالتين سنة دول أنه أبعد هيكل تماما عن المطبخ السياسي لكن حامد كان معجب بتقيد هيكل الشديد بالوثائق عندما كان يعرض أي موضوع أو يلقي أي محاضرة ) لم أفهم النكتة الي جاء ناصر رفقة حنتوف يلقيها علي عن أغنية في ألبوم عمرو دياب كان اسمها ( عايزين يغيروك) وقلت له تقصد مين فقال هو وحنتوف في نفس واحد :  - رود كرول  وضحكوا أنا ابتسمت فلم أفهم مالذي يضحك في ذلك  كان رود كرول أول مدير فني يفوز بذهبية دور الألعاب الأفريقية بفريق قوامه من الناشئين في هراري عام ١٩٩٥ صحيح فزنا بها من قبل عام ١٩٨٧ لكن بالمنتخب الأول الذي أحرز قبلها بعام واحد بطولة الأمم الأفريقية عام ١٩٨٦ في الق...

مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة ) بقلم د / خالد الشريف النص الستون بعد المائة 160- (باسباردو) لم يجد حامد حد فاصل بين مايمكن أن يقوله ومالايمكن أن يصرح به ورغم الخوف الواضح في كتاباته إلا أن صراحته صادمة في كثير من الأحيان وفي نفس الوقت لايمكن أن تحاسبه فقد غير ألأسماء والأحداث ولو عاتبته سيقول لك هذه كتابة إبداعية كلها من خيالي ليست حقيقية ) كنت نجم في تحوتي كنت أحضر كل الاجتماعات وكل اللقاءات كنت متحمس لدرجة جعلتني ملكي أكثر من الملك وكنت متواجد لدرجة جعلت سعيد هويدي يقول لي إنت مثل باسباردو موجود في كل اللجان  كان وقتي يسمح أيامها لكن شخصيتي هي هي لم تتغير كنت بطيء ونمطي في كل شيء حتى في الإعجاب وتبادل المشاعر كانت الموضوعات المطروحة جادة ومهمة كانت الأيام حلوة زمن ماقبل العاصفة حرية في كل شيء عايز تعمل مهرجان وفاء النيل ممكن عايز تعمل مؤتمر مصر ودول حوض النيل ممكن عايز تعمل برنامج ندوات ممكن قضايا مهمة ويتوجه بها إلى النخبة الثقافية كانت جمعية ثقافية علمية كنت أسميها مدرسة في حب مصر أتذكر مشروع ممر التنمية عملوا عنه مؤتمر لو كانت حكومة الرئيس مبارك رحمه الله نفذته كان أنقذنا من مشا...

  مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة ) بقلم د / خالد الشريف النص التاسع والخمسون بعد المائة 159- (قرية الأطباء) كانت النصوص متفرقة لكنها تحمل رواية واحدة هي رؤية حامد أو ذاكرته الحديدية التي حاباه الله بها وربما كانت هي مصدر رزقه وإلهامه في الكتابة لقد شاركه في قوة الذاكرة أخيه حنتوف أو مهند لا أعرف لماذا أطلق عليه حنتوف - لكن حنتوف لم تكن لديه موهبة الكتابة التي نماها حامد بالممارسة فكان بالتأكيد يتعلم من تجربته ويحفظ سيرته ويعالج نفسه كل هذه العصافير بحجر واحد ياله من عبقري) لايمكن أن أتذكر مواقفي مع ناصر وأنسى هذه الفترة التي قضيت معه فيها أنا والأسرة أسبوعين في الساحل الشمالي في قرية الأطباء هناك على بعد ٤٠ كيلو من الأسكندرية أخذت معي أوراق الماجستير وعكفت أكتب كان ناصر يأتينا في المساء بعد أن ينتهي من عمله ويسهر معنا حتى الفجر في أحد الليالي سمعنا آذان الفجر فوجدني أبحث عن فوطة أستر بها عورتي ونحن على حمام السباحة كي أصلي الفجر وبالفعل وجدت واحدة ووضعتها وتركتهم يتسامرون ووقفت لصلاة الفجر  كان ناصر يجري حول حمام السباحة على سبيل الإحماء قبيل نزول الماء وهو أمر استغربته وأضحكني ل...

  مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة )  بقلم د / خالد الشريف  النص الثامن والخمسون بعد المائة  158-(لحظات قبل العاصفة) حاولت أن أعرف هوايات حامد وتفاصيل أكثر عن حياته لم يتضح أمامي سوى الكتابة كانت وسيلته للتعبير عن كل شيء امتنانه غضبه حزنه عقده حتى التي تحدث عنها مرارا وتكرارا كانت واضحة لم تكن حتى تحتاج لتحليل نفسي كي أستنتجها ربما أراد تسجيل مالم ترصده الكاميرات) كنت أتذكر بعد بكائي في عزاء ناصر اللحظات القليلة التي كانت تجمعني معه في حوارات كلها كانت قبل العاصفة بعد العاصفة لم تجمعني معه سوى مكالمة بعد لقاء ألبي بي سي ولقاء تحت البيت ومكالمة من الإمارات ضمن هذه اللحظات لحظات صلاة المغرب في رمضان كان والدي يصر على صلاة المغرب قبل الأكل وأنا كنت أفضل صلاة المغرب بعد الأكل وكنت انتظرهم حتى يفرغوا من الصلاة في البلكون وكان يشاركني الوقوف في البلكون ناصر لم يكن يصلي بانتظام أنا كنت أصلي بعد الأكل وأنزل لصلاة التراويح في المسجد في تلك اللحظات دارت حوارات بيني وبينه مرة شاهدنا جارنا البدوي وهو واقف ينشر الغسيل في لقطة نادرة بدل زوجته يبدو أنها كانت مريضة  ومرة سألني عن ال...

 مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة ) بقلم د / خالد الشريف النص السابع والخمسون بعد المائة 157- (طعنة في الظهر) لايوازي حزن حامد على وفاة والده إلا غضبه على وفاة شقيقه الأكبر ناصر أو مقتله -لم يتضح من المذكرات - كان يشعر بالغبن والجبن لم يستطع أن يحفظ سيرة والده  ولا يوثقها ولا ينتقم ممن أذاه ولم يستطع أن يعرف من قتل ناصر أو على أقل تقدير كان السبب في وفاته ) كانت آخر مرة أشوف ناصر في حياتي أمام البيت على البسطة كان مستأجر سيارة وأتى بها من عمله في الواحات لكنه عرج على القاهرة كي يصطحب أمي من بيت خالتي شعرت أن القدر رتب لي سفرية الخليج دورة تدريبية لمدة أسبوع كي أتحدث إليه عبر التليفون لآخر مرة في حياتي كان مبتهج وسعيد وقال لي أنا أخذت أرض في برج العرب وبأحلم أعمل عليها شركة وإنت تيجي تمسك التنمية البشرية وتعطي دورات وبرامج للعاملين  كانت السفرية عن طريق الأخطبوط ووعدني أن يبلغ رئيس المؤسسة بعد سفري ويأخذ لي منه الأذن والأمان لكنه كعادته طعنني في ظهري ولم يبلغه كي يظل هو محتفظ بالسر عنده ويمسكها ورقة كان عامل لكل واحد فينا درج عنده في مكتبه يضع له فيه ملفه من أول المتصابي لغاية ...

  مجموعتي الرابعة ( تلاتين سنة)  بقلم د/ خالد الشريف النص السادس وخمسون بعد المائة 156-(ليست كلها أوهام ليست كلها حقائق) كان جزء من جام غضب حامد الذي ألقاه على والده سببه أنه يرى أنه كان يستحق حياة أفضل يعيشها وتقدير أكثر يحصل عليه لم يكن يعرف أنه سيرحل سريعاً لقد كبر حامد وجد والده بعيد وحين عاد وجد رجل عجوز أبيض الشعر والقلب صحيح لكن المسافة بينهما كانت كبيرة وتزداد مع الأزمات والضغوط الاقتصادية ) شعرت أني أخطأت في موضوع شريط فيديو رسوم كهف لاسكو فذهبت إلى بابا واعتذرت فتقبل اعتذاري وحكى لي عن طالب دراسات عليا عنده في الكلية اسمه محمد موسى عبد الودود موهوم بنظرية المؤامرة الكونية الكبرى التي تحدث من حولنا وتحاك لنا والمحفل الماسوني وهذا الكلام أنا ضحكت لأني وقتها لم أكن أعرف ماهي نظرية المؤامرة  - تصدق يا حامد إنه أعطاني كتب من تأليفه !  -وحضرتك هتقعد تقرأ الكتب دي ؟  - أقرأ إيه يا أبو مخ كاوتش هو أنا فاضي للكلام ده !  - حضرتك شايف إن نظرية المؤامرة كلام فاضي ؟  - شوف يا حامد ويمكن بعدين تفهم الكلام ده وأكون أنا مش موجود معاك أنا رأيي إن نظرية المؤام...

  مجموعتي الرابعة ( تلاتين سنة)  بقلم د/ خالد الشريف النص الخامس وخمسون بعد المائة 155- ( رسوم كهف لاسكو)   كان حامد فيما يبدو يعاني من أنماط سلوكية متكررة ولايعرف أي سبب لتكرار هذه السلوكيات باستمرار ربما كان يعاني من الوحدة ربما كان يعاني من التوحد.... وهذه الكتابة كانت جزء من العلاج لا أعرف لكني لاحظ تكرار أكثر من نص وبكتابة أخرى ولكن لنفس الفكرة وأحيانا يكون نفس العنوان)  سامحوني إن كنت قد كتبت هذا النص من قبل لكني أشعر بحاجة شديدة أن أعيد الكلام عن والدي وسيرته التي صرت حبيس فيها لن أحكي ملابسات يوم وفاته فهو عقدة نفسية لوحدها وآخر يوم في حياتي دخلت فيه مكتبة الإسكندرية حتى الآن لكني سوف أتكلم عن اعتذار كنت أتمنى أن أقدمه له حين أفسدت ومسحت له شريط فيديو كان قد سجل عليه فيلم فرنسي أذاعه برنامج بانوراما فرنسية اسمه رسوم كهف لاسكو يحكي عن رسوم ونقوش كهف من العصر الحجري في فرنسا- يبدو أن الفيديو سيكون بطل للعديد من النصوص رغم انتهاء عصره من عشرين سنة- وسجلت عليه كأس العالم 1998 وجزء من برنامج اختراق عن اغتيال الرئيس المصري الأسبق أنور السادات ونسيت أبلغه رغم أ...

  مجموعتي الرابعة ( تلاتين سنة)  بقلم د / خالد الشريف النص الرابع وخمسون بعد المائة 154- (ماء زمزم) كان حامد يشعر أن الحكاية لم تنتهي بوفاة والده وأنه مازال بطل لأحداث و حكايات لم تنتهي بعد كان يشعر أن والده معه بمنطق (من يرحل عني لايفارقني)  تلك الكلمة التي قالها سعيد هويدي في حفل تأبينه كان يشعر أن والده يبعث له رسائل من قبره خاصة حين ظهر له تسجيل على قناة التنوير بعد وفاته بشهر أو شهرين)  جاءني في الحلم وحذرني منها وقال لي بالحرف الواحد:   -إوعى تصدقها وإوعى تتجوز ابنتها مهما فعلت!   استيقظت من نومي مفزوعا ذهبت إلى أمي مسرعا كي تفسر لي الحلم فقالت لي ربما يقصد حفيدة صاحب البيت المطلقة التي تحوم حولنا منذ وفاة والدنا مدعية المواساة  لكنني كنت ولأول مرة في حياتي أكثر تركيزا من كل من حولي وفسرت الحلم تفسير صحيح لقد كان يقصد أشجان الغوريللا التي أحضرت ابنتها وعينتها معي في نفس الإدارة وأحضرت لها مكتب بجوار مكتبي  وبالفعل دخلت مكتبي تاني يوم لأجد أشجان الغوريللا تجلس فيه وفي يدها زجاجة ماء مغلقة ومجهولة المصدر وأول ماشافتني قالت: ...

  مجموعتي الرابعة ( تلاتين سنة)  بقلم د / خالد الشريف النص الثالث وخمسون بعد المائة 153- (لجنة الشباب)  يبدو من المذاكرات تأثر حامد الشديد بوفاة والده خاصة أنها جاءت كالضربة المباغتة في وقت غير متوقع وبدا أنه أكثر أولاده حزنا عليه رغم أنه في حياته لم يكن أقرب أولاده إلى قلبه ولا أقرب الناس إلى مجلسه وهذا من ضمن التناقضات التي عاشها ونعيشها معه إنها الحياة بتعقيداتها....)  مريت بمرحلة عدم إتزان بعد وفاة والدي كانت اجتماعات تحوتي هي المجال الذي كنت أهرب إليه من الواقع كنت أشعر بالمرارة والحسرة لأني لم أنقذه ولم انتقم له ممن أذاه خاصة في آخر أيامه ولم أنجح حتى في توثيق سيرته  كنت أعود من المؤسسة وأرمي شنطتي وأركب الترام إلى لوران الحي الراقي حيث مقر الجمعية استحدثوا فيها لجنة شباب ووضعوني على رأسها رغم أني لم يكن لدي الخبرة الكافية بالعمل الإداري وقتها لكنني وافقت فقد كنت منفتح على هذه المجموعة لأبعد مدى كنوع من العرفان أو رد الجميل فقد أقاموا لوالدي حفل تأبين محترم حركة محترمة لم تخرج حتى من كليته التي خدمها سنوات لكن طلبة التيار الإسلامي أرسلوا لي برقية عزاء لازل...

مجموعتي الرابعة ( تلاتين سنة)  بقلم د/ خالد الشريف النص الثاني وخمسون بعد المائة 152- ( إرمي ورا ضهرك)   كان حامد في مذكراته خائف وملجم وكان كمن يمشي على صفيح ساخن أو أشواك يخاف يدخل في مناطق شائكة فيحوم حولها لكن حسرته على انتهاء عصر الرئيس مبارك رحمه الله بعاصفة من الاحتجاجات هيالعاطفة المسيطرة على النصوص والجو العام للكتابة)   كان حفل تأبين والدي هو آخر ندوة تقام في المسرح الكبير بقصر الثقافة فقد حدث أن وقع حريق في قصر ثقافة بني سويف وأدى إلى عدد كبير من الوفيات مقارنة بالظروف والملابسات فتم تعليق الندوات في أي قاعة ليس لها مداخل ومخارج جيدة في كل قصور الثقافة في كل عموم مصر ونتيجة لذلك توقفت الندوات التي كانت تقيمها المجموعة تحوتي في مسرح القصر ونقلت إلى قاعة صغيرة في أعلى طابق في القصر  وتعرض وزير الثقافة وقتها لوابل من طلبات الإحاطة في البرلمان لكنه كان منشغلا بأمر آخر وهو ترشيحه كمدير عام لليونسكو لكنه لم يوفق لأن الدول العربية كعادتها لم تقف مع مصر في هذا الأمر وخسرت مصر المقعد لمصلحة المرشحة البلغارية التي قالت لايمكن أن يأتي المدير العام للمنظمة م...

  مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة)  بقلم د/ خالد الشريف النص المائة  واحد وخمسون 151- (النيل والمصريون) قد يتساءل البعض عن الطريقة التي وصلت بها المذكرات لي ولكن السؤال الأهم ما الرسائل التي تحملها هذه النصوص كمصدر لهذه المجموعة التي لا أنسب الفضل فيها لنفسي؛  ومن ضمن العقد النفسية التي يمكن ملاحظتها في النصوص علاقة حامد المضطربة بأبيه؛  كنت أحذف منها كل ماهو غير ملائم سواء سياسي أو غير ذلك لكنك كذلك تلحظ حسرته على انتهاء عصر الرئيس مبارك رحمه الله وربما لذلك أراد للمذكرات أن تكون تحت هذا الاسم...... تلاتين سنة)  كنت أرى الدنيا من منظور أبي من يقول عنه إنسان طيب فهو طيب من يتجنبه أتجنبه ماينصح به يظل صداه يتردد في أذني في أواخر أيامه انضم إلى مجموعة ثقافية مهتمة بالثقافة والشأن العام اسمها تحوتي لم أنتبه كثيرا للإسم ظننت أنها قاصرة فقط على الدراسات التاريخية والأثرية بحكم تخصصه وكثيرا ماكان يدعوني أحضر معه لكن لم أكن أهتم لم أكن أدري أن الرحلة قاربت على نهايتها وأنني سوف أندم بعد ذلك حيث لاينفع الندم وحين وقع المحظور وتوفى وجدت هذه المجموعة تقيم لأبي رحمه الله ...

مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة)  بقلم د/ خالد الشريف النص المائة  وخمسون 150- (القاهرة ملكوت) لايمكن أن يكون التشابه بين شخصيتي وشخصية حامد من قبيل الصدفة أو الضرورة الفنية ؛ لقد قرأت كثيرا عن الأسير والوسيط هل هناك تناسخ أرواح هل وصول المذكرات إليا كان مصادفة أنا لا أنسبها إلى نفسي لقد عرضتها كما هي ربما أنا من اخترت العنوان ….. تلاتين سنة ) كنت أخاف التحرك وحدي في القاهرة بدون دليل أو رفيق أتذكر مرة كنا في مؤتمر ولاحظت العقربة خوفي من أن أغادر وحدي وأنا أبحث عمن يرافقني في الرحلة  - هو إنت خايف تروح لوحدك ولا إيه ؟  - لا بس عشان إحنا بعد العاصفة وفيه انفلات أمني وكده ولا إيه هاه ؟  - اه فهمت سهلة خد المترو  - إن شاء الله  وبعدها بسنوات كنت أتسلم مشروع للمؤسسة من إدارة المشروعات في الوزارة في القاهرة وبالتالي كان علي أن أذهب إلى القاهرة عدة مرات وبصحبة زميل في العمل اسمه سمير الشادي  والطريف أني وجدت عنده نفس القلق قلق الضياع في شوارع القاهرة فلما سألته عن السبب قال :  - نعم القاهرة ملكوت كل حي أو منطقة فيها عالم لوحده ممكن تتوه فيها قلت له صدق...

  مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة)  بقلم د/ خالد الشريف النص التاسع والأربعون بعد المائة  149- (رجال من الزمن الجميل ) تفسيري لعدم ترتيب الأحداث زمنيا في المذكرات أنه كان يهرب للأمام ويعود تاني حسب الحاجة أو ربما الشيء بالشيء يذكر ؟ لا أعرف لكنه كان يعود ويحافظ على أسماء الشخصيات لذلك ربما كان يستخدم نظام المتوالية في الكتابة فأحيانا تسعفه الذاكرة وأحيان أخرى تخذله خاصة أن أكثر من حدث حكاه أكثر من مرة لا أعرف ربما…..) كانت الرحلة إلى القاهرة دائما ثقيلة على نفسي لكن هذه المرة كنت مدعو لحضور مناقشة الرسالة التي كان سيناقشها أبي يرحمه الله وتوفى قبل موعد المناقشة واختار الأستاذ المشرف وهو من افضل الشخصيات التي قابلها والدي ان يناقشها حد كان بابا بيحبه وبنفس النسخة اللي عليها ملحوظات أبي بخط إيده فلم يجد إلا عم د عبد الله  الذي لم يكذب خبر وجاء إلينا هو وزوجته أم سامر وأحد نسخة الرسالة التي مزيلة ومزينة بملحوظات من خط يد أبي رحمه الله  لكن المفاجأة التي كانت لي هي ان الأستاذ المشرف طلبني بالاسم كي أحضر المناقشة وبالفعل ذهبت رفقة عم د عبد الله وابنه سامر في السيارة الدا...

  مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة)  بقلم د/ خالد الشريف النص الثامن والأربعون بعد المائة  148- (في العهدة السنوسية ) من ضمن التحليلات التي توصلت إليها من قراءتي للمذكرات هي تأثر حامد الشديد بشخصية الزعيم الليبي معمر القذافي ربما لأن الأحداث المذكورة في المذكرات تخبرنا أن والده كان يعمل في ليبيا لفترة معينة لكن الأغرب أن حامد لم يكن معه في هذه الرحلة فلماذا هذا التأثر الشديد بشخصية القذافي لا أعرف..... سؤال آخر لا أجد الإجابة عليه)  كانت مرة او مرتين في حياتي التي دخلت فيها نادي سبورتنج كنت أنا وطاهر جنيدي جاري نتجادل دائما سموحة أفضل أم سبورتنج؟   وكانت المرتين في سيارة عم رأفت وبصحبة ابنه سامي كان جايب له عضوية رياضية في فترة النشاط الصيفي هناك ودخلنا معاه بتذاكر والأغرب أني نزلت حمام السباحة هناك ومالاحظته أن هناك حمامان سباحة واحد عادي والتاني أوليمبي كانت زيارتي في زمن رئاسة عادل السنوسي للنادي وهي فترة سبورتنج الذهبية كان مواطن عادي لم يكن رجل أعمال ولا لاعب كرة مشهور لكن النادي الأرستقراطي الشهير كان في أفضل حالاته في عهده وكان أطول فترة رئاسة في تاريخ ال...

  مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة)  بقلم د/ خالد الشريف النص السابع والأربعون بعد المائة  147- (الطراوة....وصلت ) اتخذ حامد من مذكراته وسيلة لتنفيس انفعالاته فكان كمن يبدو أنه يتحاشى الاصطدام بالآخرين فيهرب قبل لحظة الانفجار ويخرج مشاعره على الورق دون أن يشاهده أحد أو أن يقرأها أحد أو يلومه أحد وهو ماجعلني أشعر أن كتابة هذه المذكرات كانت ضمن خطة علاج.....  لا أدري ربما)  كان سامي ابن عم رأفت الوحيد هايف وتافه ويحب معاكسة البنات وتتبع عورات الناس وقد كان في ذلك ينطبق عليه المثل الشعبي ( من شابه أباه فما ظلم)  فقد كان عم رأفت أهيف منه 😂  وقد لاحظت ذلك عندما كان يصطحبنا في سيارته الفيات الصفراء 128 إلى المعمورة الشاطىء وحتى المرة الوحيدة التي دخلت فيها نادي سبورتنج في حياتي كانت في سيارة عم رأفت  كان يتصيد البنات على جانبي الطريق ويسخر من ملابسهن أو من أشكالهن- تكلمت عن هذا الموضوع من قبل في نص بلياتشو- وكنا نصل إلى وجهتنا في المعمورة فيستقر هو وزوجته في مقهى أندريا الشهير وننزل نحن رفقة ابنه الهايف سامي فنذهب لأكل الآيس كريم والزلابية وكان سامي يجد ضال...

  مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة)  بقلم د/ خالد الشريف النص السادس والأربعون بعد المائة  146- (قردة عم رأفت )   لقد تحدث حامد في أحد النصوص عن خوفه من أن تقع المذكرات في أيدي أي أحد من أقاربه ولو بالصدفة لذلك كان حريص على تغيير الأسماء وبعض الأحداث نفس حرصه على التوثيق والتسجيل الدقيق للأحداث التي أثرت في وجدانه ولم ينساها لكني كنت مشغول أكثر بالبحث عن حامد كي أسأله أسئلة عديدة لن أجد إجابتها إلا عنده)  عندما عدت مع أبي وإخواني من رحلة القاهرة لم يعلق في ذاكرتي إلا مشهد تعطل السيارة وحوستنا ساعتها وسط زحام القاهرة اىمخيف والتفاف الناس حولنا لكن التوفيق حالفنا في هذا الموقف رغم سوء الحظ الطاغي في كل أيام الرحلة فقد وجدنا ميكانيكي عند مهبط الكوبري مباشرة وكان سريع البديهة وسريع التصرف واستطاع إصلاح السيارة لكنه نصح والدي بضرورة الذهاب إلى الميكانيكي في اسكندرية لضبط الكاربيراتير ووعده والدي بالذهاب إلى الميكانيكي الذي يصلح السيارة في الاسكندرية وبالفعل اول ما رجعنا ذهب بها إلى الاسطى حسن عبد الشافي الميكانيكي في فليمنج  لكن الواقعة أثرت في بشدة أولا بكيت والسيار...

  مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة)  بقلم د/ خالد الشريف النص الخامس والأربعون بعد المائة  145- (ولاد الجيران ) كيف تغلب حامد على خوفه أين ذهب كيف وجد الصفاء والوقت كي يكتب كل هذه النصوص دون أن يدري به أحد من المحيطين به ألف نص ونص نصوص عادية ونصوص ساخرة ونصوص خفيفة لارابط بينها ولا منطق في كتابتها ما مغزى دلالاتها؟  هل حامد شخصية حقيقية أم وهمية؟  هل مازال على قيد الحياة؟  أسئلة عديدة بلا إجابات)  في طريق العودة من الرحلة المشؤومة بعد خطبة ناصر للسنكوحة كان متولي مارروق صديق ناصر الحاضر الوحيد في الخطوبة وكان علينا أن نصطحبه معنا في السيارة في طريق العودة إلى الاسكندرية  كان قد بات معنا ليلة في شقة خال السنكوحة فقد كانت شقتها ضيقة لاتسع كل المعازيم وهناك تبادل أطراف الحديث مع ناصر:  - إيه إحساسك بعد ما لبست خاتم الخطوبة؟   - تعرف إن ده أصعب موقف أقابله في حياتي  في طريق العودة ترك أبي متولي يقود السيارة على الطريق إلى الإسكندرية رغم أنه لا يتركها لأولاده  طمع متولي في السيارة فلما رجعنا اخترع حجة أن أم جارنا مسعود مريضة ويريد ...

  مجموعتي الرابعة (تلاتين سنة)  بقلم د/ خالد الشريف النص الرابع والأربعون بعد المائة  144- (طب ما كنا نوصل خرطوم 🫢)  كانت المذكرات نص أدبي بامتياز رغم حداثته وسذاجته إلا أنه مثل مادة خام جيدة للتنقيح والتحرير و التعديل لكن الترتيب ظل كما هو والترتيب له مغزى يجب أن أعرفه لقد كان حامد يلف ويعود إلى نقاط بعينها وها هو حزنه على مصير أخيه ناصر يطل من المذكرات.... وهلمجرا....)   بعد أن طلب أبي يد السنكوحة اضطررينا للبيات لديهم في طنطا كان الشقة ضيقة وكان المطبخ ملغي ومتحول إلى غرفة نوم سكنتها أم السنكوحة وأبوها وتركا غرفتهما لأبي وأمي ليبيتا فيها لكن آلام القولون المزمنة عادت تهاجم بطن أبي في تلك الليلة يبدو من لغبطة أكل العزايم فقد كانت أم السنكوحة عاملة أكل كثير  لكن معدة أبي لم تتحمل فربط المخدة حول بطنه وكان رايح جاي على الحمام طول الليل يبدو أن الأمر ترافق معه إسهال  في الصباح كانت مائدة الإفطار مكتملة فول وفلافل وبيض وجبنة وخبز بلدي وشاي بالحليب وزيتون وبسطرمة وخلافه أنا وإخوتي جلسنا وأكلنا فقد كانت معدتنا معتادة على إفطار العنصر الواحد  😀 ...